أجمل أبيات المتنبي

تعد قصائد وأبيات المتنبي من أفضل القصائد بالشعر العربي، فهناك العديد من الأبيات الشعرية التي قالها المتنبي والتي تحتوي على عدد كبير من الحكم المتداولة حتى اليوم والتي تزيد عن ألفي كتاب، كما يمثل المتنبي واحد من أعظم الشعراء العرب في العالم بأكمله على مر العصور، ونتناول معاً في السطور التالية أجمل أبيات المتنبي المشهورة، بالإضافة إلى تعريف عنه وبعض المعلومات عن حياته الشخصية.

أجمل أبيات المتنبي في الحكم
أجمل أبيات المتنبي في الحكم

أبو الطيب المتنبي

  • هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي أبو الطيب الكندي، كما أنه ينسب إلى قبيلة كندة وولد في الكوفة، يعد أعظم شعراء العالم العربي، وكان أكثر شاعر في العالم العربي يتقن اللغة العربية ويعلم عنها الكثير ويتلذذ بمفرداتها في أبياته.
  • كما كانت له مكانة سامية بين شعراء العالم العربي، فكان يوصف بأنه واحد من العملات النادرة في هذا الزمن وكان أيضاً يطلق عليه أعجوبة العصر، فكان شعره حتى اليوم هو مصدر كبير للإلهام وكان وحي للشعراء والأدباء.
  • واتسم بكونه شاعر حكيم، كما أنه واحد من أكبر مفاخر الأدب العربي وكانت أغلب قصائده تدور حول عمليات مدح الملوك، بينما كانت أول أشعاره قد قام بإخراجها في التاسعة من عمره.
  • تدور أغلب قصائده حول المدح والدعوة للعز والفخر بالثقافة والمعرفة، فكان قد اشتهر بالذكاء والاجتهاد في الشعر.

أجمل أبيات المتنبي كما توارثتها الأجيال

لقد كانت أبيات المتنبي تتسم بالصدق بين طياتها، حيث كان يهتم بالوصف الدقيق والمفصل لواقع حياته، فدائماً ما كانت أبياته تحكي واقعٍ يعيشه ويصف أحوال القبائل من حوله، وما جذب الأنظار إليه وجعله من كبار الشعراء العرب هو صدق كلماته وضلاعته وبلاغته في التعبير الصريح والقوي، الذي يبث الحقيقة الكاملة، مما يشير لشجاعته وفخره وقدرته على مواجهى الصعاب والحث على المقاومة والمثابرة لتعلية شئون العرب في العالم بأكمله، وإليكم مجموعة منتقاه من أجمل أبيات المتنبي:

لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم

ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت على عينيه حتى يرى صدقها كذبا

إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

حسن الحضارة مجلوب بتطرية وفي البداوة حسن غير مجلوب

ومن أجمل أبيات المتنبي ما يدعو من خلالها للقراءة والتعلم والتثقف، فالعلم أساس تقدم الأمم، ولذلك كان يثري أبياته بمفردات إن دلت على شيء فهي تدل لبراعته في إنتقاء الألفاظ والمعاني

أعز مكان في الدنى سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب
إذا نلت منك الود فالمال هين وكل الذي فوق التراب تراب

والكثير من أبيات المتبني كانت تدعو لعزة النفس والكرامة، والحفاظ على فخر الأمة من خلال الحفاظ على القيم الإنسانية وتعاليم الدين ومبادئ الحياة الكريمة، كما إهتم بالدعوة لمواجهة الجهل وطمسه بالتعقل والتعلم وتطوير المهارات والخبرات، ويظهر ذلك في الأبيات التالية:

عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود

ما كل ما يتمنى المرء مدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا ما من صداقته بد

فإن قليل الحب بالعقل صالح وأن كثير الحب بالجهل فاسد

وكاتم الحب يوم البين منهتك وصاحب الدمع لا تخفى سرائره

وإذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل

إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم

ومن يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

يهون علينا أن تصاب جسومنا وتسلم أعراض لنا وعقول

ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام
خليلك أنت لا من قلت خلي وإن كثر التجمل والكلام

إذا غامرت في شرف مروم فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير كطعم الموت في أمر عظيم

وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام
على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم

ومن ينفق الساعات في جمع ماله مخافة فقر فالذي فعل الفقر

فاطلب العز ولو كان في لظى ودع الذل ولو كان في جنات الخلود

إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه وصدق ما يعتاده من توهم
وعادى محبيه بقول عداته وأصبح في ليل من الشك مظلم

أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم

يحب العاقلون على التصافي وحب الجاهلين على الوسام

لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد

وما التأنيث لاسم الشمس عيب ولا التذكير فخر للهلال

أغاية الدين أن تحفوا شواربكم يا أمة ضحكت من جهلها الأمم؟

أنا الغريق فما خوفي من البلل مصائب قوم عند قوم فوائد

الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم

أجمل أبيات المتنبي في الحكمة

وكان للمتنبي العديد من الأبيات الشعرية التي تدل على حكمته وفطنته، فقد كان يدعو للتثقف والتعمق باللغات والعلوم دون الشعور بالخوف، بل كان يسعى لنشر القيم الإنسانية ويعظم من شأنها لتتوارثها الأجيال حفاظاً على الفخر العربي من التلاشي، وكان من تلك الأبيات ما يتصل بالنفس الإنسانية ومن أهمهم ما يلي:

إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ       فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ

فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ       كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ

يرَى الجُبَناءُ أنّ العَجزَ عَقْلٌ        وتِلكَ خَديعَةُ الطّبعِ اللّئيمِ

وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً        وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ

ولكِنْ تأخُذُ الآذانُ مِنْهُ              على قَدَرِ القَرائحِ والعُلُومِ

فقد كان المتنبي من الشعراء ذوي الحكمة، والذي إستطاع الحفاظ على أبياته وتخليدها في عقول الأجيال، لتتوارثها الأجيال حتى يومنا هذا، وقد إهتم المتنبي ببث روح الشجاعة والفخر في نفوس شباب قبائل المسلمين، ويظهر ذلك في الأبيات التالية:

خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به       في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل

والهجر أقتل لي مما اراقبه              أنا الغريق فما خوفي من البلل

معلومات عن المتنبي

كان المتنبي بالفعل صاحب شجاعة كبيرة وحب المغامرات، وكان يتميز بالطموح، فنجد أن شعره كان يعتز بالعروبة وكان يفتخر بنفسه، بالإضافة إلى أن له العديد من الأبيات الشعرية في الحكمة وفي فلسفة الحياة، وكان قد امتاز أيضاً بوصف المعارك، فكانت أبياته الشعرية قد امتازت بأنها قوية ومحكمة.

بالإضافة إلى أنه كان شاعر عملاق ومبدع وأطلق عليه أنه غزير في الإنتاج، بالإضافة إلى أنه مفخرة الأدب العربي، فكان هو صاحب العديد من الأمثال السائرة.

وكان أيضاً صاحب المعاني المبتكرة، فكانت الموهبة الشعرية صفة من الصفات التي أنعم الله عز وجل بها عليه، وبالتالي فأصبح يستفيد منها في كتاباته وكان يفجر أحاسيسه في اللغة العربية في أبياته، كما كان يمتلك ناصية في البيان واللغة العربية، مما جعله يتميز بالشعر وأصبح رائد الشعر العربي.

كما كان قد ترك تراث عظيم من الشعر الواضح والصريح والقوي، وكان هذا التراث قد ضم ما يقرب من 326 قصيدة، وكانت تلك القصائد تمثل سيرة حياته، وكان في تلك القصائد قد قام بوصف الحياة بصورها المختلفة بالقرن الرابع الهجري، بالإضافة إلى أنه منحهم أفضل تصوير مفصل مستخدماً ضلاعته في اللغة.

المتنبي في عصر التطور الفكري وصراع العلماء

كانت الفترة التي نشأ وعاش بها المتنبي قد شهدت حالة من تفكك الدولة العباسية، بالإضافة إلى تناثر جميع الدول الإسلامية التي كانت صغيرة في هذا الوقت، وكانت تلك الفترة هي الفترة التي اشتملت على النضج الحضاري والتصدق السياسي، بالإضافة إلى أنه انتشر بها العديد من الصراعات التي عاش بها المسلمون والعرب، فكانت الخلافة العربية في هذا الوقت قامت على الصراعات وكان العلماء يقوموا بها من أجل التفاخر فيما بينهم.

فكانت في تلك الفترة تقام العديد من الحركات التي تهدف إلى سقوط الحركات الأخرى، الأمر الذي أدى إلى نمو الشعر والشعراء ،حيث كانت الأشعار في هذا الوقت تعمل على وصف المعارك بشكل دقيق، كما كان كل وزير وكل أمير في تلك الفترة له شاعر خاص به، يقوم هذا الشاعر بتأليف الأبيات الشعرية عنه، فقد كانت هذه هي الطريقة المثلى للتفاخر بين الشعراء والأدباء، بغرض منافسة الخصم والتفاخر بين الآخرين.

زر الذهاب إلى الأعلى