محتويات

أهمية النصيحة

تبرز أهمية التّناصح بين المسلمين من كونها مطلبٌ شرعي يهدف إلى نشر الفضيلة في المجتمع، وإظهار السلوكيات الإيجابية، والإسلام دين الله الخاتم يحملُ شعار التّشاركية في تحمّل المسؤولية، وينظر الإسلام إلى النّصيحة على أنها وسيلة تكشف عن حميمية العلاقة بين المسلمين تحت شعار الأخوة في الله -تعالى-، فمجتمع المسلمين ليس فيه مكان لمتقاعس أو متثاقل، إذ كلّ أفراده يشعرون بواجبهم تجاه تقويم سلوك الآخرين بالنصيحة، ومن هنا كان لموضوع النصيحة أهمية بالغة في الشريعة الإسلامية، قال النبي -عليه السلام-: (الدِّينُ النَّصيحةُ)، ولكنّ النصيحة لها أحكام وآداب ينبغي التّحلي بها، وسنقدم آداب النصيحة في الإسلام خلال هذا المقال.

آداب النصيحة في الإسلام

  • يجب أنْ يتحلّى الناصح بصفة الرفق بالتعامل؛ فإنّ الغلظة والقسوة لا تجدي نفعاً، ولا تأتِ بخير، ولذا أوصى المولى -سبحانه- نبيّه الكريم بلين الجانب لأتباعه، فقال -تعالى-: (ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعفُ عنهم واستغفر لهم).
  • على النّاصح أنْ يتّصف بالصبر في طريق النّصيحة، إذ أن بعض الناس لا يحبّون سماع النصيحة، ومن هنا على الناصح أنْ يدرك أنّ ثمرات النصيحة ربما لا تأتِ بالسرعة التي يؤمّلها.
  • الستر في النصيحة من أبرز ما يجدر بالناصح أنْ ينتبه له؛ فالمنصوح لا يحبّ التشهير به، وإظهار أمره على مرأى ومسمع الناس.
  • لا يصحّ أنْ يُخالف الناصح نفسه فيقع في مخالفة ما ينصح به الناس، وقد عاب المولى -سبحانه- على هذه الفئة؛ فقال -سبحانه-: (أتأمرون النّاس بالبرّ وتنسون أنفُسكم وأنتم تَتلُون الكتابَ أفلا تعقلون).
  • يراعي الناصح اختيار الوقت المناسب والطريقة المناسبة لتقديم النّصيحة، فربّما أخطأ في تقدير ذلك؛ فكان أثرها خلافاً لما أراد.

ضرورة تقبّل النصيحة

  • لا يجوز ردّ الناصح عند تقديم النصيحة، وإعطاءه الفرصة للسماع؛ فالمسلم من البشر يُخطأ ويَزلّ، والرّجوع عن الخطأ فضيلة.
  • الأصل في المنصوح أنْ يشكر الناصح على أمانته وشجاعته وصدقه في تقديم النصيحة، فبعض الأصدقاء لا ينصحون أقرانهم في أخطائهم، وهذا يؤدي إلى اعتياد الخطأ والإصرار عليه، قال تعالى: (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا)
  • يجدرُ بالمنصوح أنْ ينظر إلى الناصح على أنّه عنصر إيجابي في المجتمع، وأنّ محبته له هي الدّافع لتقديم النصيحة، وهذا حال المجتمع الذي أراد الإسلام بناءه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ، إذا اشتكَى منه عضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى).
  • أجمل ثمرة في النصيحة أنْ يستجيب لها المنصوح، ويعوّد نفسه على ترك القبيح، والتزام الأمر الحسن، وهذا غاية المطلوب.

شاركها.