محتويات

عندما اشتد أذى قريش لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم وأصحابه أذِن لهم الله تعالى بالهجرة إلى المدينة المنورة لإقامة الدولة الإسلامية، ومن هناك انطلقت الجيوش الإسلامية في فتح بلاد المشركين ونشر الدين الإسلامي والقضاء على الجهل والفساد وعبادة غير الله تعالى، وكانت غزوة بدر هي الغزوة الأولى التي قام بها المسلمين ضد المشركين وانتصروا فيها واستطاعوا القضاء على شوكة المشركين، ثم كانت غزوة أحد هي الغزوة التي تلتها، وقد شارك النبي محمد صلى الله عليه وسلّم أصحابه القتال، وسنقدم في هذا المقال أبرز المعلومات عن غزوة أحد.

حدثت غزوة أحد في اليوم السابع من شهر شوال في العام الثّالثّ للهجرة، وكانت بين المشركين الذين وصل عددهم إلى ثلاثة آلاف مقاتلٍ بالإضافة إلى النساء والعبيد وبين المسلمين الذين كان عددهم ألف مقاتلٍ ولكن مع انسحاب ثلاثمائةٍ من المنافقين فأصبح العدد سبعمائة مقاتل، وقد سميت بهذا الاسم لأنها وقعت عند جبل أحد.

وقفت العديد من الأسباب خلف نشوب غزوة أحد وهي:

  • إخبار الله تعالى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بإنفاق المشركين الأموال الطائلة لصد الناس عن الدخول في الإسلام، والسعي للقضاء على الدولة الإسلامية.
  • بذل المشركين قصارى جهدهم في سبيل الانتقام لما حدث في غزوة بدر الكبرى بعد الهزيمة الكبيرة التي لحقت بهم، وقتْل العديد من أسيادهم وأشرافهم، وشعورهم بالخزي والعار أمام القبائل العربية الأخرى، لذلك شرعوا في جمع المال من أجل الهجوم على المسلمين.
  • تأثير حركة السرايا التي يقوم بها المسلمون على تجارة قريش واقتصادها، فقد فرضت عليهم حصاراً اقتصادياً قوياً.
  • رغبة المشركين وقريش بالذات في رد اعتبارهم أمام القبائل الأخرى واستعادة المكانة المرموقة والزعامة التي كانت بيدها.

التقى المسلمين بجيش المشركين عند جبل أحد، وقد حاول أبو سفيان في بادئ الأمر إيجاد شرخاً وتصدعاً في جيش المسلمين فطلب منهم التخلي بينه وبين النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولن يضروهم، ولكنه لم يفلح، وبدأ القتال بمبارزةٍ بين علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه وطلحة بن عثمان، فضربه علي وقطع رجله فوقع على الأرض وانكشفت عورته، فاستحى منه علي وتركه ولم يحاول الإجهاز عليه، ثم التحم الجيشان وبذل المسلمون أرواحهم حتى استطاعوا الانتصار على المشركين في بادئ الأمر، وعندما شاهد الرماة الذين فوق الجبل ذلك نزلوا عن الجبل للاحتفال مع المسلمين بالنصر، إلّا أنّ فطنة خالد بن الوليد وحنكته بالحرب جعلته يستغل ذلك ويلتف حول جبل أحد مع جماعةٍ من المشركين وبذلك ضيّقوا الخناق على المسلمين واستطاعوا الاقتراب من النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذت مجريات المعركة تتغير نحو انتصار المشركين، ثم استطاع المسلمون ببسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومن معه استعادة السيطرة على الموقف مما دعا المشركين للانسحاب ولكن بعد إحداث الكثير من الخسائر بين صفوف المسلمين.

شاركها.