الأضحية من شعائر الله سبحانه وتعالى، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، والأضحية هي ما يذبحه المسلم من الأنعام ( الغنم أو البقر أو الإبل )، يتقرب بها إلى الله تعالى، ويستجيب لأمر الله ورسوله الذي أمرنا بذبح الأضحية في يوم العيد، أو الأيام التي تليه من أيام التشريق الثلاثة، وهناك الكثير من الأحكام المتعلقة بالأضاحي وحكمها، وكيفية اختيارها، وما الذي يجزئ منها، وما لا يجزئ، وغيرها من الأحكام التي ينبغي للمضحي أن يكون على علم بها.

حكم الأضحية

أكد أهل العلم على أن الأضحية سنة مؤكدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يثاب فاعلها ، ولا يأثم تاركها وإن كان قادرًا على التضحية ولم يضحي، وقد ورد في حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا” رواه مسلم.

ووجه الاستدلال في هذا الحديث هو قوله صلى الله عليه وسلم ( وأراد) ، وهي كلمة تفيد التخيير وليس الإلزام.

كما ورد عن سيدنا أبو بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما أنها كانا لا يضحيان مخافة أن يعتقد الناس أنها واجبة، وهي ليس كذلك.

وهذا القول هو ما عليه أكثر أهل العلم، وقد قالت طائفة منهم بأن الأضحية واجبة على القادر،واستدلوا بفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض الآثار الضعيفة التي لم تثبت صحتها، ومنهم الإمام سفيان بن عيينة، والشيخ ابن عثيمين، لكن الأرجح على أكثر أقوال أهل العلم أن الأضحية سنة وليست واجبة.

اقرأ كذلك: الأضحية شروطها ووقتها وفضلها مع البطاقات عن الأضحية وشروطها

هل يجوز ذبح الأضحية في اليوم الرابع من العيد؟

وقت ذبح الأضحية يمتد من بعد صلاة العيد في اليوم العاشر من ذي الحجة، وحتى مغيب شمس اليوم الثالث من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، أو اليوم الرابع من أيام العيد، وعليه فيجوز ذبح الأضحية في اليوم الرابع من العيد بشرط أن يكون ذلك قبل غروب الشمس.

وإذا ذبح المسلم الأضحية قبل صلاة العيد فإنها لا تعد أضحية، بل هي طعام أطعمه المسلم أهله، وكذا لو ذبحها بعد مغيب شمس اليوم الرابع من العيد، ويجوز ذبح الأضحية خلال أيام العيد الأربعة في أي وقت من ليل أو نهار.

أنواع الأضحية

يجوز أن تكون الأضحية من الضأن وهو الغنم أو الماعز، وتكون كذلك من البقر،أو الإبل، وإذا كانت الأضحية من الغنم فيجزئ منها ما بلغ ستة أشهر، وإذا كانت من الماعز فيجزئ منها ما بلغ سنة، وإذا كانت من البقر فيجزئ منها ما بلغ سنتين، ومن الإبل يجزئ منها ما بلغ خمس سنين.

شروط الأضحية

هناك شروط لابد من توافرها في الأضحية وفي صاحبها وهي :

  • أن تكون من جنس الأنعام، وهو الإبل، أو البقر، أو الغنم أو الماعز.
  • أن يكون صاحبها مالكًا لثمنها قادرًا عليه.
  • أن تكون الأضحية خالية من العيوب.
  • أن يتم ذبحها في الوقت الشرعي، وهو كما بيناه من بعد صلاة العيد وحتى مغيب شمس اليوم الرابع من العيد.

اقرأ كذلك: بدع ومخالفات ذبح الأضحية

عيوب الأضحية

هناك عيوب يجب ألا تكون في الأضحية، فإن وجدت فإن الأضحية في هذه الحالة لا تجزئ عن المضحي، وهذه العيوب كما بينها العلماء هي:

المرض الشديد

وهو المرض البين على البهيمة، والذي يؤثر عليها ويظهر لكل ذي عين، مثل الحمى الشديدة التي تمنع الأضحية عن الحركة أو الرعي، أو الجرب الذي يؤثر على لحم البهيمة، أو الجراح الشديدة التي تصيب البهيمة وتمنع الانتفاع من لحمها.

العرج الواضح

وهو العرج الشديد البين، الذي يمنع البهيمة من متابعة السليمة أو المشي مع ما يماثلها، فهو من العيوب التي تفسد الأضحية.

العور

كذلك الأضحية العوراء، وهي التي فقدت أحد عينيها، فهي من العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية.

الهزال الشديد

فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلّم حين سئل ماذا يتقي من الضحايا فأشار بيده وقال: “أربعاً: العرجاء البين ظلعها، والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقي” رواه مالك في الموطأ.

تقسيم لحم الأضحية

  • لم يرد تعيين فيه نص عن تقسيم الأضحية، لكن ورد عن كثير من أهل العلم أنه يقوم بتقسيمها إلى ثلاثة أقسام، قسم لأهل بيته، وقسم يتصدق به، وقسم يهدي منه المعارف والأحباب.
  • وقيل يتصدق بالنصف، ويأكل النصف.
  • هذه التقسيمات ليست على الوجوب، فيجوز للمسلم أن يتصرف في أضحيته بالشكل الذي يراه مناسبًا.

اقرأ كذلك: ملف كامل عن الأضحية

الاشتراك في الأضحية

يجوز الاشتراك في الأضحية إذا كانت من غير الغنم أو الماعز، فالغنم والماعز لا تجزئ الأضحية بها إلا عن مضحي واحد فقط، ويجوز الاشتراك في بقرة واحدة أو بدنة واحدة لسبعة أشخاص، ويكون نصيب كل مضحي من الأضحية السبع، ولا يجوز الزيادة عن سبعة أشخاص في الأضحية، وهو قول عامة أهل العلم من الحنفية والشافعية الحنابلة والمالكية.

بيع جلد الأضحية

بعد ذبح الأضحية فإنه لا يجوز للمضحي أن يقوم ببيع جلد الأضحية، لأنه قام بذبح الأضحية كلها لله سبحانه وتعالى، وعليه فلا يجوز أن يأخذ عوض عن أجزاء منها، كذلك لا يجوز له أن يعطي الجزار الجلد باعتباره ثمن الذبح، فهذا أيضًا منهيًا عنه بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أَقُومَ عَلَى بُدْنِهِ، وَأَنْ أَتَصَدَّقَ بِلَحْمِهَا وَجُلُودِهَا وَأَجِلَّتِهَا، وَأَنْ لَا أُعْطِيَ الْجَزَّارَ مِنْهَا. قَالَ: نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا.

الأضحية والعقيقة

قد يفوت بعض المسلمين أن يعق عن أبنائه عند الولادة، وهي سنة نبوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد يتساءل المسلم هل يجوز له أن يجمع بين الأضحية والعقيقة في ذبيحة واحدة؟، وقد قد اختلف العلماء في جواز الجمع بينهما، وأجازه العلماء من الحنابلة، وبعض الفقهاء المعاصرين.

الأضحية والنذر

وكذلك قد يقوم بعض الأشخاص بالنذر لله على أمر معين، ويريد الجمع بين الأضحية والنذر في نية واحدة، وهذا لا يجوز، فالنذر هو أمر واجب جعله المسلم على نفسه، فلا يجوز الجمع بينه وبين الأضحية التي هي سنة مؤكدة كما بينا.

التوكيل في الأضحية

يجوز عند أكثر أهل العلم التوكيل في الأضحية، فيقوم بإعطاء المال لأحد الأشخاص، ويوكله في اختيار الأضحية ، وشهادة ذبحها، ولا يزال المسلمون يفعلون ذلك، وكثير من المسلمين في البلدان الفقيرة لا يجدون ما يكفيهم من المال لذبح الأضاحي، فيقوم المسلمون في أنحاء العالم بإرسال المال إلى الجمعيات الخيرية، وتوكيلهم في شراء الأضحية في هذه البلدان الفقيرة، وذبحها، وتوزيعها على الفقراء في تلك البلدان.

اقرأ كذلك: الأضحية .. والشعر والظفر

الأخذ من شعر المضحي أو أظافره

من نوى الأضحية فلا يجوز له أن يأخذ من شعره أو أظافره بعد دخول العشر الأول من ذي الحجة، وأجاز بعض العلماء الأخذ من الشعر أو الأظافر بلا كراهة، وكرهه آخرون في حين حرمه بعض العلماء مثل الحنابلة، وجعلوا من يفعل ذلك آثم يستوجب التوبة والاستغفار، ولا كفارة عليه.

ومن أخذ من شعره أو أظافره ناسيًا فلا شئ عليه عند جميع أهل العلم.

هل تجب على الحاج أضحية؟

الأضحية واجبة على المقيم الذي لم يحج، أم الحاج فلا تجب عليه الأضحية عن أكثر أهل العلم، والصحابة الذي حجوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع لم يثبت عنهم أنهم قاموا بذبح الأضحية، وهذا القول هو ما عليه الكثير من أهل العلم، ومنهم الإمام ابن تيمية، وابن القيم.

مكروهات عند الذبح

هناك سلوكيات قد يقوم بها بعض المسلمين تنافي تعاليم الإسلام والرحمة التي أرسل الله تعالى بها نبيه صلى الله عليه وسلم، مثل شحذ السكين أمام البهيمة قبل الذبح، أو ذبح أختها أمامها وهي تنظر، أو يقوم بذبحها بسكين غير حامية، فيعذبها قبل الذبح، ومن السنة أن يعرضها على الماء قبل ذبحها، ولا يذبحها وهي ظمآنة.

الأضحية من العبادات الجليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحث القادر عليها، وجعل لها الثواب الكبير في الآخرة عند الله، وقد أوضحنا أن الأضحية يجوز ذبحها في اليوم الرابع من العيد قبل غروب الشمس،وغيرها من الأحكام التي قمنا بعرضها.

شاركها.