فضل التسبيح و التحميد

التسبيح والتحميد هو أحد العبادات العظيمة التي أوصانا بها ديننا الحنيف فبها يصلح حال الفرد ويكون قلبه عامراً بذكر الله عز وجل في علاه، والكثير منا يغفل فضل التسبيح و التحميد، لذا يجب علينا أن ندرب أنفسنا على ذكر الله عن طريق التسبيح والتحميد ليكون عادة يومية نكسب بها رضا الله عز وجل ورضوانه.

فضل التسبيح و التحميد

ورد ذكر التسبيح والتحميد في القرآن الكريم كثيراً وأوصانا به نبينا الكريم عليه صلوات الله وسلامه، فبه تراقي النفس ويكون القلب مطمئناً يسير مع الله أينما كان، وتكمن فضائل التسبيح والتحميد فيما يلي :

  • التسبيح يدل على تنزيه الله سبحانه وتعالى من النقائص والعيوب، والتحميد يعني حمد الله عز وجل على النعم التي رزقنا بها، فكلاهما يدلان على الإيمان الشديد بالله والثقة بقدرته سبحانه وتعالى ويكونان سبباً في إدخال العبد الجنة وغفران الذنوب.
  • التسبيح والتحميد يظهران مدى تعلق القلب بالله عز وجل، وإظهار أيضاً محاسن المحمود مع الشعور العميق بالمحبة والتعظيم له سبحانه، فيكمن فضل التسبيح والتحميد في أنهما يرتقيان بالعبد إلى أعلى المراتب عند الله، لذا يجب علينا أن نداوم عليهما في كل وقت وحين.

فضل التسبيح و التحميد

مراتب ذكر الله سبحانه وتعالى

تتعدد مراتب ذكر الله سبحانه وتعالى وهي على ثلاثة مراتب وهم كالآتي :

  • المرتبة الأولى :- وهي أن يذكر الله بلسانه ويكون قلبه مستشعراً لمعية الله عز وجل ومستحضراً بقلبه عظمته، ولا شك في أن هذه المرتبة هي أرقى المراتب وأكملها.
  • المرتبة الثانية  :- وتتمثل في ذكر الله بالقلب فقط دون اللسان.
  • المرتبة الثالثة  :- وهي الذكر باللسان فقط دون القلب وهي أضعف المراتب، ولكنها مهمة للغاية حيث تجعل النفس تنصرف عن المعاصي كالغيبة والنميمة.

عبادة التسبيح والتحميد

من أيسر العبادات وأسهلها على الإطلاق عبادة التسبيح والتحميد، فليس لها وقت معين أو كيفية معينة، فيمكننا أن نصفها بأنها عبادة مطلقة ويمكننا أن نسبح الله بأي صيغة، والصيغة المشهورة هي  سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وحرصاً منا على إفادتكم نقدم لكم أعزاءنا القراء فضل التسبيح والتحميد فيما يلي :

  • التسبيح والتحميد هو أحب الكلام إلى الله سبحانه وتعالى، فهو تنزيه لله سبحانه وتعالى عن كل مالا يليق بجلاله وعظمته، وبهذا يصفه الفرد بكل الصفات الواجبة له سبحانه وأنه الواحد الأحد لا إله غيره.
  • يعتبر التسبيح والتحميد أفضل من الدنيا كلها وكل الهموم التي تشغلنا يومياً عن ذكر الله وتسبيحه وتحميده، فبهم تزول الهموم والمشاكل.
  • لا شك في أن كثرة التسبيح والتحميد يرجحان كفة الحسنات ويكونان سبباً في إزاله الهموم والمشاكل، فهو مكفر للذنوب وماح للسيئات والخطايا.
  • يعتبران طريقاً سهلاً وسريعاً لنيل رضا الله والأجر العظيم منه سبحانه، فبكثرة التسبيح ينجي الفرد نفسه من دخول نار جهنم وتثقل به موازين أعماله.
  • يعدان نوعاً من أنواع الصدقة حيث أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن فضله كفضل تلاوة القرآن الكريم وذلك إن لم يكن الفرد قادراً على تلاوة كلام الله سبحانه وتعالى.

فضل التسبيح و التحميد

ما هو حكم التسبيح والتحميد والاستغفار

  • يتساءل الكثير عن حكم التسبيح والتحميد وهو واجب على كل مسلم ومسلمة أما عن الاستغفار، فهو مندوب حيث ورد في القرآن الكريم ما يدل على ذلك، ومثال ذلك قول الله عز وجل  (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
  • على الجانب الآخر يخرج الاستغفار من باب الندب ويكون واجباً عند الاستغفار عن معصية مت وقد يكون مكروهاً أيضاً مثل الاستغفار خلف الجنازات للأموات وذلك وفقاً لما جاء في الفقه المالكي، وتارة يكون حراماً إن كان استغفار المسلم لشخص كافر.

أفضل وقت للتسبيح والتحميد والاستغفار

الاستغفار يكون للمسلم في كل وقت وحين، فلا يوجد وقت معين للاستغفار فهو مشروع يمكن للمسلم أن يحسن استغلاله في كل وقت وحين، فلا يتم تحديد وقت معين للعبادة ولكن هناك أوقات يحبذ فيها التسبيح والاستغفار وهي :

  • وقت السحر وأدبار الصلوات
  • يمكن المداومة على الأذكار والتسبيح والتحميد في كل صباح ومساء.
  • يحب على المسلم أن يستحضر قلبه عند الاستغفار والدعاء بما يجول في قرارة نفسه، ففي حديث عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال: (إنّ الله لا يستجيب دعاءً من قلب غافل لاه).

فضل التسبيح و التحميد

طريقة التسبيح والتحميد الصحيحة

تكون طريقة التسبيح الصحيحة من خلال اتباع الآتي وذلك وفقاً لما جاء في السنة النبوية :

  • يستحب أن يكون التسبيح والتحميد عقب كل صلاة، فبعد الانتهاء منها يسبح الله ثلاثة وثلاثين مرة، ويحمده ثلاثة وثلاثين مرة ويكبره أيضاً ثلاثة وثلاثين مرة، وإن واظب الفرد على ذلك يكون قد لحق بركاب الصالحين فتُغفر خطاياه وإن كانت كزبد البحر، لذا يجب على كل مسلم ومسلمة المداومة على التسبيح والتحميد وللتكبير بعد كل صلاة.
  • يمكن أيضاً المداومة على التسبيح والتكبير قبل النوم كل يوم وهي من الأمور المستحبة ولا بأس بقراءة بعض آيات القرآن الكريم.
  • لا بأس في استعمال السبحة، فيمكن للمرأة أو الرجل أن يستعملوها على حد سواء، والغرض من استعمالها هو معرفة عدد التسبيح والتحميد والتكبير، ولكن المتعارف عليه والأولى كما جاء في السنة النبوية أن يستعمل الفرد يديه، اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، أما من يستعمل السبحة فيكون ذلك بغرض الضبط لا أكثر ولا أقل في ذلك، ونسأل الله تعالى القبول منا ومنكم.

فضل التسبيح و التحميد

الفرق بين التحميد والتسبيح

الكثير من الناس يتساءلون عن الفرق بين التحميد والتسبيح، وفي التقاط التالية نسرد لكم الفرق بينهم وهو كالآتي:-

  • التسبيح هو التقديس والتنزيه، أي تقديس الله عز وجل وتنزيهه عن العيوب والنقص وهو التعريف اللغوي للكلمة.
  • أما عن الحمد، فهو الشكر والثناء على قدرة الله عز وجل، وهو التعريف اللغوي له.
  • التسبيح اصطلاحاً يعني تنزيه الله عز وجل عن النقص والعيوب بما في ذلك أيضاً الشرك بالله، فهو نوع من التعظيم لله سبحانه وتعالى والصيغة المعروفة هي (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم).
  • الحمد فالمقصود به هو حمد الله سبحانه وتعالى، وقد يقترن دائماً الحمد والشكر معاً، ويرى أهل العلم بأن حمد الله هو أعم من الشكر وأشمل، فحمد الله يكون في السراء والضراء والمنع والعطاء، أما عن الشكر فيكون موجهاً للنعم أكثر من أي شيء آخر.

فضل التسبيح و التحميد

فوائد التسبيح والتحميد والاستغفار

  • أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالمداومة على الاستغفار وورد ذلك في الكثير من الآيات القرآنية، فيقول عز وجل في كتابه الكريم (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).
  • من أسماء الله الحسنى “الغفار”، ومعناها أنه غافر للذنب ذو الرحمة والمغفرة، ويمكننا تعريفه بأنه طلب العبد من ربه عز وجل الستر والغفران في الحياة الدنيا والآخرة.
  • من أعظم الفوائد وأجلها على الإطلاق تكفير الذنوب والسيئات والخطايا والآثام، فيقول الله عز وجل في كتابه (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا)،[٧] كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قال : أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه غُفِرَ له وإنْ كان فرَّ من الزحفِ).
  • الاستغفار والتحميد والتسبيح فيه رفع للبلاء والنجاة من الكروب، وتحقيق الأماني، فيقول الله سبحانه في القرآن (وَما كانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ).
  • بالتسبيح والتحميد تتحقق السعادة وطمأنينة القلب وسكينة النفس، وبهما ننال متاع الحياة الدنيا والنعيم في الآخرة، قال الله سبحانه: (وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذي فَضلٍ فَضلَهُ وَإِن تَوَلَّوا فَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبيرٍ).
  • يحقق التسبيح والتحميد الزيادة في الرزق سواء ان أموال أم اولاد أم غير ذلك، فيجب علينا جميعاً أن نداوم على الاستغفار والتسبيح والحمد نيل الزيادة في الأموال.

وأخيراً وبعد ذكر كل ما يتعلق بالتسبيح والتحميد والثمار التي تعود على المسلم بسببهم، فيجب علينا أن نداوم عليهم وندعو الله عز وجل بالثبات ونيل أعلى الدرجات.

زر الذهاب إلى الأعلى