دعاء صلاة الاستخارة

أحياناً تشعر بأنك تفقد طريقك، وقد أُضللت بسبب أمرٍ ما، وتتعرض لمواقف كثيرة تجعلك تقع في حيرة من أمرك، وتصبح متخبط بعض الشئ، ولا تعرف في أي طريق يمكنك السير، ووقتها تكن في أمس الحاجة إلى من يخبرك طريق الصواب ويوضح لك الخطأ لتبتعد عنه، وخير سؤال هو سؤال الله عز وجل، فهو الملجأ الوحيد والمنقذ الوحيد، لذا جعل لنا صلاة الاستخارة لتكن عوناً للمسلمين والمسلمات في شتى أمورهم، فيخلصون النية لله ويستعينون بالله وحده، وأثناء أداء تلك الصلاة تقوم بتلو دعاء صلاة الاستخارة لتسأل الله عن ما تريد، فيجيبك الله من فضله ورحمته.

دعاء صلاة الإستخارة
دعاء صلاة الإستخارة

دعاء صلاة الاستخارة واليقين به

هي مثل باقي الصلوات عبارة عن ركعتين تصلى بنفس الطريقة، تبدأ بقراءة الفاتحة وسورةٍ قصيرة ثم الركوع ثم السجود، وتكرر نفس الخطوات بالركعة الثانية، وبعد السلام تدعي بدعاء صلاة الاستخارة.

دعاء صلاة الاستخارة الصحيح

تتم صلاة الاستخارة بعد قضاء صلاة الفريضة، وسوف يتم ثبوت ذلك الأمر من خلال الحديث، عن جابر رضي الله عنه – قال “كان رسول الله ( سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم) يقول إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي (ويسمي ذلك الأمر ويدعي بما يشاء) في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني به”.

ما يجب أن نستخير الله فيه

الهدف الأسمى من الصلاة والدعاء بصلاة الاستخارة هو أن تطلب من الله سبحانه وتعالى الهداية في دينك، وأن يهديك بين القيام بأمر ما أو تركه، ويمكنك الأستخارة عن أمور الدنيا كالسفر، والزواج، والعمل، والدخول في شراكة.

لا تكون الاستخارة عن أمور لها أحكام شرعية مثل الصيام، والصلاة، وارتداء الحجاب، فهي أمور لها حكم وعدم العمل بها يكون له عقاب في الدنيا والآخرة والأمتثال لتلك الأحكام له أيضاً ثواب وجزاء في الدنيا والآخرة، بل يكون استخارتك عن أمور لا تعلم عاقبتها، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه باستخارة الله عز وجل في جميع الأمور مهما كانت صغيرة.

دعاء صلاة الاستخارة
دعاء صلاة الاستخارة

شروط صلاة الاستخارة

  • أن يكون في نية مسبقة لأداء صلاة الأستخارة.
  • على المسلم المؤمن بالله، أن يأخذ بالأسباب.
  • مهما كانت النتيجة مخالفة لهواك الشخصي، عليك الرضا بقضاء الله عز وجل.
  • تكرار صلاة الاستخارة أكثر من مرة إن لم يتبين لك أيهما تختار من مما تسأل عنه. بمعنى إذا قمت بالصلاة من أجل السفر فيحدث بعدها أحد الأمرين إما أن توفق في فرصة السفر ويكون نتيجة تلك الفرصة خير لك، أو لا تحوز بفرصة السفر ووقتها يكون قد جنّبك الله سبحانه وتعالى شر تلك الفرصة.
  • من الأخطاء الشائعة لدى بعض الناس، أن نتيجة صلاة الاستخارة تظهر له أثناء النوم على هيئة منام، بل يمكن رؤيتها كتيسير الأمور أو تعقدها.

فضل دعاء صلاة الاستخارة

قد أمرنا الله عز وجل لقضاء طلب ما عليك الدعاء، فقال الله تعالى في كتابه العزيز (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) سورة غافر.

  • ذلك لأن الله تعالى جعل كثيراً من الأقدار معلقة بالدعاء والسؤال، لذا لن يقع مرادك بدون سبب فعليك الدعاء واللجوء أيضاً للأسباب الحسية، وعن ابن عمر رضي الله عنهما – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء) رواه الترمذي.
  • قال شيخ الإسلام ابن تيمية فيما معناه: أن من يقول أنه لا يدعو ولا يسأل ويتكل فقط على الأقدار، مخطئ لأن الله تعالى جعل من الدعاء والسؤال سبب مهم حتى ينال العبد الرزق والمغفرة والرحمة والنصر في أمور دنياه وآخرته، فهناك أقدار فيها الخير مرتبطة بسؤالك ودعائك ولن تحصل عليها بدون الدعاء، وكل ما قدره الله لعباده بسبب عن علم بأحوالهم، لذا هو من يسوق الأقدار بمواقيت ولا يوجد شئ في الدنيا والآخرة بدون سبب وحكمة من الله عز وجل.
  • الدعاء يرد القدر وحده الله قادر على رد القضاء بقضاء إذا أراد ذلك، وثبت ذلك الأمر في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ، ولا يرد القدر إلا الدعاء ، ولا يزيد في العمر إلا البر” حديث صحيح.
  • الدعاء إلى الله عز وجل يحد من المصائب التي من الممكن أن يصاب بها العبد أو يدفعها عنه، وعلينك أيضا أن تكن يقين بأن المصائب إذا وقعت ترفع درجاتك وتكفر عنك ذنوبك إذا صبرت واحتسبت أجرك عند الله، ولا تيأس من رحمته، ولا تعترض على قضاء وقدر ساقه الله إليك، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا يرد القدر إلا الدعاء”، على المسلم أن يأخذ بالاستخارة، والدعاء أنهما سبب الحصول على الأمر المرغوب فيه، فالدعاء هو مصدر القوة والخير للعبد المسلم.
كيفية صلاة الاستخارة
كيفية صلاة الاستخارة

كيفية صلاة الاستخارة في الإسلام

وجوب توفر النية بأنك سوف تصلي الاستخارة، والوضوء بتلك النية، وبعد أداء صلاة الفريضة تبدأ النية بصلاة ركعتين استخارة وفي السنة، يستحب أثناء الركعة الأولى تقرأ الفاتحة وبعدها سورة الكافرون (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ . لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ . وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ . وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ . لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، وفي الركعة الثانية بعد سورة الفاتحة تقرأ سورة الإخلاص (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ . اللَّـهُ الصَّمَدُ . لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ . وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).

وفي نهاية الصلاة تقرأ التشهد ثم تسلم، ومن ثم ترفع يديك إلى الله عز وجل، وأنت مستحضر لعظمته، وقدرته، وحسن تدبيره، ومع بداية الدعاء يفضل أن تحمد الله سبحانه وتعالى على جميع النعم.

وتصلي الصلاة الإبراهيمية وهي نفسها الموجودة في التشهد بأن تقول “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”أو تكتفي بقول اللهم صلى وسلم على سيدنا محمد.

بعد ذلك تقرأ دعاء الاستخارة وبعدما تصل عند اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (هنا تسمي الأمر الذي تصلي من أجله)، وتستكمل الدعاء، ثم تصلي الصلاة الإبراهيمية كما ذكرنا أنها يفضل قولها، وهكذا تكون أنتهيت من صلاة الاستخارة وأنت متوكل على الله، وتسعى في أمرك حتى تصل إلى خير الأمور.

طرق أخرى للاستخارة

أولا عليك أن تستخير رب العالمين، فهو وحده علام الغيوب والقادر على تسخير لك ما تصبو إليه نفسك.

ثانيا يمكنك بعد ذلك استشارة أهل الرأي، والعلم، والأمانة، كما كان يفعل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عندما كان يتعقد عليه أمر ما يرجع إلى أصحابه لإستشارتهم، واستمر في ذلك خلفاؤه من بعده فكانوا يستشيرون أهل العلم والصلاح.00

زر الذهاب إلى الأعلى