حقيقة تحديد وترميز موقع بيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد في مكة

كشف مدير عام مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز بن علي الدهاس، حقيقة موقع بيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن تداولت مواقع التواصل الاجتماعي عن اجتهادات ذكرت في مقطع فيديو متناقل عن تحديد رئاسة المسجد الحرام موقع بيت خديجة بتمييزه بوضع بلاطات صغيرة يسهل التعرف عليه.

وقال مدير مركز تاريخ مكة المكرمة الدكتور فواز بن علي الدهاس في لموقع “سبق”، إنه لا شك أن موقع مبنى بيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم يقع في الساحات الشرقية وبالقرب من “المروة” باتجاه الشمال، وأما بالنسبة لتمييزه من قِبل الرئاسة، فهذا غير دقيق والدولة حفظها الله لا تؤيد تحديد المواقع الأثرية خشية من بعض ممارسات غير شرعية.
وأشار “الدهاس”: ولأن هذا المكان الذي يقع فيه مبنى بيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ليس ظاهرًا على الأرض منذ عهد مؤسس الدولة السعودية الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن رحمه الله والدليل على ذلك مستوى أرض مدينة بمكة المكرمة هو مستوى صحن المطاف نفسه ولكن وبعد مرور الزمن ارتفع مستوى إلى ما هو عليه نتيجة لسيول وما تحمله من رمال وصخور والدليل على ذلك عند السير في ساحات المسجد الخارجية ينزل بمعدل 10 أمتار حتى مستوى أرض المسعى اليوم ثم ينزل بالمسافة نفسها إلى الرواق القديم بالارتفاع نفسه.
وبيّن “الدهاس” الموقع الحقيقي وفقًا لمعلومات مؤكدة أن موقع بيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد يقع في الجزء الشمالي الشرقي بالقرب من المروة ويبعد عن باب السلام بـ 12 مترًا باتجاه الشمال من ساحات المسجد الحرام وكان يقع تحت عمارة مكونة من 3 أدوار كانت ملاصقة للمسجد الحرام خصصت لتحفيظ القرآن الكريم وقام بالاستئذان حين أذن أمين العاصمة المقدسة عباس قطان رحمه الله من مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه بالبناء.
تابع: وظل هذا المبنى قائمًا حتى أُزيل في عام 1410 هـ لتنفيذ توسعة المسجد الحرام وبعد إزالة المبنى تم اكتشاف مبانٍ وآثار تاريخية تعود لبيت خديجة بنت خويلد بالقرب من المروة وسوق المدعى ووجدت غرف صغيرة وغرفة كبيرة ضمنها معالي الدكتور محمد عبده يماني رحمه الله في كتابه أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وأشار إلى مكان الغرفة التي ولدت فيها فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وغرفة المصطفى صلى الله عليه وسلم والمحراب الذي كان يصلي فيه كما عُثر على غرفة لاستقبال الوفود الذين كانوا يأتون لمقابلة الرسول “اللهم صلّ وسلم عليه”.
وأردف: كل هذه المعلومات التي ذكرتها من كتاب بعنوان أم المؤمنين خديجة بنت خويلد أهداني إياه معالي الدكتور محمد عبده يماني بعد لقاء تلفزيوني قبل وفاته.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أمرين مهمين بأن موقع بيت أم المؤمنين خديجة بنت خويلد لا يقع في موقع المواضي “اليوم القشاشية” كما يدعي بعضهم، فهذه المعلومة غير صحيحة وأن ترميز هذه المواقع من قِبل رئاسة الحرمين الشريفين غير دقيق.
كما ورد في كتاب الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء “الله يكتب له الشفاء العاجل” بأنه وقف على الموقع أثناء الإزالة وشاهد المباني والآثار التاريخية وحددها في كتابه “الأماكن المأثورة المتواترة”.


زر الذهاب إلى الأعلى