اسباب جلب الرزق
يسعى الانسان لتوسيع رزقه ، و الضرب في الأرض ابتغاء فضل الله ، و تحصيل المال الحلال الطيب الذي يعفه عن سؤال الخلق ، و يقضي به حوائجه و حوائج أهله ، والسعي على الرزق له له ثواب كبير وفضل عظيم ، فالساعي في رزقه وزق عياله كالمجاهد في سبيل الله ، و الساعي على الأرملة و المسكين الصائم لا يفطر و القائم لا يفتر .
أسباب جلب الرزق :
التقوى :
يقول الله سبحانه و تعالى في كتابة الكريم “وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ” . و يقول أيضاً جل في علاه ” وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ” .
فلا سبيل لجلب الرزق و تحصيل البركة فيه الا بتقوي الله سبحانه و تعالى و العمل بطاعته ، و الابتعاد عن معاصيه و ما نهي الله عنه ،و التقوي كما قال عنها سيدنا علي بن أبي طالب هي ” التقوى هي الخوف من الجليل ، و العمل بالتنزيل ، و الرضا بالقليل ، و الاستعداد ليوم الرحيل”.
الاستغفار :
الاستغفار مجلبة لرضا الله سبحانه و تعالى ، و يعمل على جلب الرزق و البركة فيه ، و قد جاء رجل الى أحد السلف و اشتكى له قلة المال فقال له استغفر الله ، ثم جاء رجل آخر و اشتكى اليه قلة المطر فقال له استغفر الله ، ثم جاء رجل ثالث يشتكي قلة العيال و الولد فقال له أيضاً استغفر الله ، فلما سُأل عن ذلك قال : ألم تسمعوا قول الله تعالي ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ” .
ذكر الله و التسبيح :
تسبيح الله و ذكره و تمجيده من وسائل جلب الرزق ، و سعة العيش ، فالله سبحانه و تعالى اذا ذكره عبده و اكثر من ذكره أعطاه أكثر ما يعطي السائلين ،و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( ان نبي الله نوحًا صلى الله عليه وسلم لَما حضرتْه الوفاة، قال لابنه: إني قاصٌّ عليك الوصية: آمرك باثنتين، وأنْهاك عن اثنتين: آمُرك بلا إله إلا الله؛ فإن السماوات السبع، والأرضين السبع، لو وضِعتْ في كِفَّة، ووضِعتْ لا إله إلا الله في كِفة، رجَحتْ بهنَّ لا إله إلا الله، ولو أن السماوات السبع، والأرضين السبع، كنَّ حَلقةً مُبهمةً، قصمتْهنَّ لا إله إلا الله،وسبحان الله وبحمده؛ فإنها صلاة كل شيء، وبها يُرزق الخلق) .
و من صيغ التسبيح : سبحان الله و بحمده .
سبحان الله العظيم و بحمده .
سبحان الله و بحمده ، سبحان الله العظيم .
سبحان الله و بحمده عدد خلقه ، و رضا نفسه ، و زنة عرشة ، و مداد كلماته .
التوكل على الله :
فالتوكل على الله هو الثقة بالله ، و الاعتماد على الله ، و الاستعانة بالله في كل شأن ، فإن تيسر شئ فبتيسيره ، وان تعسر شئ بتقديره ، و التوكل على الله يسبب راحة القلب مع عمل الجوارح ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (لو أنكم تتوكلون على الله حقَّ توكُّله، لرزَقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصًا، وتَروح بطانًا).
الدعاء :
يعد الدعاء و الابتهال الى الله من آكد أسباب جلب الرزق و تحصيل البركة ، فالله سبحانه و تعالى يحب العبد اللحوح في طلبه ، و الذي لا يسأم ولا يمل من دعاء الله ، فالله هو الصمد ، و الصمد هو الذي تقصده الخلائق في حوائجها و مطلوباتها ،و قد قال الشاعر :
الله يغضب ان تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب .
فالرب جل في علاه يتنزل في الثلث الأخير من الليل وينادي عباده هل من مستغفر فاغفر له ، هل من سائل فاعطيه ، هل من داع فأستجيب له ، هل من كذا هل من كذا حتى يطلع الفجر .
الصدقة :
الصدقة و الانفاق على الفقير ، و اعطاء السائل و المحروم ، من اسباب جلب الرزق ، و جلب البركة فيه ، و دفع الآفات و المصائب عن النفس و المال ، و قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ” ما نقص مال من صدقة ” ، و يقول الله تعالى في الحديث القدسي يابن آدم أنفق ، أنفق عليك .
صلة الرحم:
من أسباب جلب الرزق و البركة في العمر و الذكر بعد الموت صلة الارحام ، و الصبر على أذاهم ،و توصيل الخير اليهم ، و الاحسان الي كبيرهم و صغيرهم ، فكلها أمور و طاعات لله يثيب الله عليها عبده بتوسيع رزقه و ينسأله أثره .
أدعية نبوية لجلب الرزق :
- (اللهم اكفني بحلالك عن حرامك ، و أغنني بفضلك عمن سواك ).
- (اللهم اني اسألك الهدى و التقى و العفاف و الغنى ) .
- (اللهم اغفر لي ، وارحمني ، و عافني، وارزقني . (
- (اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ . رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك) .
- (ماأصابَ أحدًا قطُّ همٌّ ولا حَزنٌ، فقال: اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي، إلَّا أذهبَ اللهُ عزَّ وجلَّ همَّهُ، وأبدلَه مكانَ حَزنِه فرحًا، قالوا: يا رسولَ اللهِ، يَنبغي لنا أَن نتعلَّمَ هؤلاءِ الكلماتِ؟ قال: أجَلْ، ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ( .
- (اللَّهمَّ ربَّ السَّماواتِ وربَّ الأرضِ، وربَّ كلِّ شيءٍ، فالقَ الحبِّ والنَّوَى، مُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ، أعِذْني من شرِّ كلِّ ذي شرٍّ، أنت آخِذٌ بناصيتِه، أنت الأوَّلُ فليس قبلك شيءٌ، وأنت الباطنُ فليس دونك شيءٌ، وأنت الظَّاهرُ فليس فوقك شيءٌ، اقْضِ عنِّي الدَّينَ وأغْنِني من الفقرِ) .
فضل السعي على المعاش :
- اعفاف النفس عن سؤال الخلق : فالمرء عندما يسعى في طلب الرزق ، و اغناء نفسه و من يعول ، فانه يحفظ بذلك ماء وجهه عن سؤال الناس ، و الانسان يقل قدره عند الناس بقدر حاجته اليهم .
- السعي في طلب الرزق جهاد : فالذي يسعى على نفسه ليعفها أو يسعى على أولاد له صغار يكفيهم عن سؤال الناس ، أو يسعى على والديه كبار السن فهو في سبيل الله حتى يرجع كما بين ذلك رسول الله صلى الله عليه و سلم .
- ثواب الصائم و القائم : فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ان الساعي على الأرملة و المسكين كالصائم لا يفطر و القائم لا يفتر ، فالسعي على الفقير و المسكين و التصدق عليهم من أسباب جلب الرزق للمسلم .
