ازرع في رجب وشعبان للاستعداد لقدوم أعظم وأفضل شهور السنة ألا وهو شهر رمضان، فحري بالمسلم الاستعداد لذلك الشهر بالأعمال الصالحات والإكثار من القربات والطاعات في رجب وشعبان توطئة لقدوم الشهر الكريم.

ازرع في رجب وشعبان

النفس جُبلت على حب التدرج في العمل، فلا تبذل النفس كل ما لديها من جهد دفعة واحدة ، لذلك كان السلف رضوان الله عليهم يأخذون النفس بالطاعات والمجاهدة بداية من شهر رجب والمداومة على الأعمال الصالحة والقربات خلال شهر شعبان حتى يدخل المسلم رمضان وقد تدرب على المجاهدة وعلى تقديم أنواع العمل من صيام وقيام وورد القرآن وغيرها من صنوف الأعمال الصالحة. فشهر رجب هو شهر الزرع ، وشعر شعبان هو شهر سقي الزرع . حتى إذا ما جاء رمضان كانت الثمرة قد تهيأت ، ودخلت النفس على الشهر وهي في أتم أهبة واستعداد.

فضل شهر رجب

  • شهر رجب هو شهر من الأشهر الحرم المباركة، والتي يعظم فيها الأجر.
  • كما تعظم فيها العقوبة على الإثم. فإن الله سبحانه وتعالى أمر فيه العباد بعد ظلم النفس في هذه الأشهر المحرمة، وهي شهور ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب.
  • ولا يثبت في شهر رجب أحاديث تخصه بصيام أو قيام إلا من ناحية فضله كشهر من الأشهر الحرم. ومن ثم يُستحب فيها الإكثار من أعمال الخير وقراءة القرآن والصلاة والصيام.

تجد هنا: أكثر 7 بدع لشهر رجب منتشرة بين الناس

فضل شهر شعبان

  • شهر شعبان هو الشهر الذي يسبق شهر رمضان.
  • ومن ثم يبدأ منه الاستعداد لشهر الخيرات والاجتهاد والعبادة، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما يصوم النافلة في شعبان.
  • حتى ورد في بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم كان يصوم شهر شعبان كله أو جله. كما أن شهر شعبان هو الشهر الذي تُرفع فيه الأعمال إلى الله سبحانه.
  • وتختم فيه صحيفة العبد السنوية، فينبغي على المسلم أن يختم أعماله بخير فيجبر الله نقصه وتخليطه خلال العام.
ازرع في رجب وشعبان استعداد لرمضان
الحصاد في رمضان

أحوال السلف في رجب وشعبان

اهتم السلف الصالح بشهر رجب وشعبان، واعتبروهما البداية في مضمار السباق إلى شهر رمضان. فقال ذو النون المصري رحمه الله ” رجب شهر الزرع، وشعبان شهر السقي، ورمضان شهر الحصاد. وكل يحصد ما زرع، ويُجزى ما صنع، ومن ضيع الزراعة ندم يوم حصاده، وأخلف ظنه مع سوء معاده”. وقال بعضهم في فضل الشهرين ” رجب شهر يضاعف الله فيه الحسنات، شعبان شهر تكفر فيه السيئات. رمضان شهر تنتظر فيه الكرامات”. وكان السلف يكثرون من الأعمال والطاعات توطئة لقدوم شهر رمضان الكريم والاجتهاد فيه. فشهر رجب هو الزرع الذي يبدأ فيه.

نماذج لأعمال الطاعات في رجب وشعبان

  • قراءة القرآن: من أهم الأعمال التي يستحب للمسلم الإكثار منها في كل وقت وفي شهري رجب وشعبان على وجه الخصوص استعدادًا لرمضان قراءة القرآن . والتفكر في آيات الله، وزيادة الورد الذي يقرأه المسلم كل يوم حتى إذا ما جاء رمضان استطاع ختم القرآن أكثر من مرة.
  • الصيام: شهر رمضان هو شهر الصوم، وتدريب النفس على الصيام في رجب وشعبان يساعد في عدم الشعور بالتعب والمعاناة بسبب الصيام في الأيام الأولى من رمضان. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من الصيام في شعبان حتى يعلم أمته الاستعداد لرمضان.
  • قيام الليل: صلاة القيام هي أفضل صلاة بعد الفريضة. وهي طاعة عظيمة أثنى الله سبحانه وتعالى على أصحابها في غير ما موضع في القرآن الكريم. كما أن صلاة القيام هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم التي ما كان يتركها في حياته أبدًا ورغب فيها عليه الصلاة والسلام.
  • الصدقة: بذل المال وإطعام الفقراء والصدقة من أحرص الطاعات التي كان يداوم عليها السلف ويكثرون منها استعدادًا للشهر الكريم. وطلبًا لمرضاة الله سبحانه وتعالى.
  • ذكر الله: أفضل الأعمال وأعظمها على الإطلاق الإكثار من ذكر الله. كما أنها عبادة من أيسر العبادات على من يسرها الله عليه، فليكثر المسلم من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير في يومه كله. ولا يفوت أذكار الصباح والمساء والتي لا يعرف ما يمنع الله من البلاء عنه بسببها.[1]

ازرع في رجب وشعبان تحصد في رمضان الخير والبركة والتعود على الطاعات والعمل الصالح.

المراجع[+]

شاركها.